التمويل المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: حالة التنمية والتحديات والفرص
لا شك أن التغير المناخي سيؤدي إلى تغيير المسارات التي تتبعها إقتصاديات دول العالم في هذه الأيام، فضلاً عما له من تداعيات كبيرة على قدرة الشركات على الصمود وسبل كسب الرزق. وبالحديث عن التمويل الشامل الأخضر، يمكننا القول بأنه نهج يؤكد الصلة الوثيقة بين آثار التغير المناخي والشمول المالي. ومن جهة أخرى فإن المخاطر التي يشكلها تغير المناخ، بداية من أزمات الطاقة مروراً بالظواهر الجوية القاسية وندرة الموارد وتلوث أو تدني جودة المياه ومشكلات الصرف الصحي، لها تأثيرات حادة بشكل خاص على السكان المحدودي الدخل و المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي منطقة كبيرة تعيش فيها شرائح واسعة من السكان في مناطق مهددة بالتصحر وارتفاع منسوب مياه البحر والشح المائي.
ويعرض هذا التقرير نتائج الدراسة الإستقصائية عن التمويل الأصغر الأخضر الذي أجرته شركة هيديرا للحلول المستدامة بتمويل من صندوق سند، مرفق المساعدة الفنية للمؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة، جنبًا إلى جنب مع مزيد من التحليل بناءً على السياق الأوسع والمقابلات التي أجريت مع أصحاب المصلحة في التمويل الأصغر. ويسلط التقرير الضوء على حالة التمويل الأصغر الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما يتعلق بالمبادرات والممارسات الحالية التي تتبعها مؤسسات التمويل الأصغر واستراتيجياتها المستقبلية لتعزيز مرونة المناخ والإنتقال إلى إقتصاد منخفض الكربون للمستفيدين النهائيين. ويهدف البحث إلى توفير فهم أفضل لمستوى التطور الحالي للقطاع واحتياجات التمويل الأصغر الأخضر لمؤسسات التمويل الأصغر ومدى إدراك هذه المؤسسات للمعايير واللوائح المحلية والدولية أو الإمتثال لها واستكشاف الفرص المتاحة لتوسيع خدمات التمويل الأصغر الأخضر.
وتجدر الإشارة إلى أن المشروع بدأ بأربعة أهداف أساسية: 1) قياس وعي مؤسسات التمويل الأصغر بموضوع التمويل المستدام، 2) قياس التقدم المحرز نحو تنفيذ الإستدامة على مستوى المؤسسات والعملاء من خلال تحديد الإستراتيجيات البيئية القائمة وممارسات إدارة مخاطر المناخ والمنتجات والخدمات المالية وغير المالية المستدامة، 3) تحديد الدعم الذي تحتاجه مؤسسات التمويل الأصغر لتطوير استراتيجياتها البيئية ودمج الإستدامة في عملياتها، و4) تحديد أصحاب المصلحة المحليين والإقليميين الذين يخلقون بيئة مواتية للتمويل المستدام.
